"دموـــــــــع النـــــــــدم" =-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= انهارت دموع عصام منبئه عن أسى عميق هامساً للمحقق برجاء وحزن أنه برئ,ويطلب منه إنقاده من هده المأساة؛لأن هناك مجرماً آخر سيبقى حراً طليقاً بينما ينال هو الجزاء الظالم. ونظر المحقق في عينيه باحثاً عن الحقيقه,ومجدداً اتهامه أن سيارته دهست الفتاة,حينما كان الناس في الشارع يشاهدونه وهو يهرب بسرعه فائقه,ولكنهم تمكنوا من التقاط رقم السياره مما يؤكد إدانته. وهمس بلوعة:كانت سيارتي ولكني كنت في بيتي,ولا أملك إثباتاً على وجودي في البيت؛لأني أعيش وحدي,والفتاة الموجوده في المستشفى لا أعرفها,ولم أشاهدها طيلة حياتي. وقال المحقق وهو يمعن في دراسة ملامح الوجه الماثل أمامه:كل من يدهس الآخرين لا يعرفهم من السابق,لكنه يهرب في الشوارع كما هربت أنت,لينقد نفسه من العقاب,ولكني لا أعرف لمادا أشعر الآن بأنك صادق وبرئ بالفعل. حين حمل عصام كأس الشاي وقربه من فمه كان الإطمئنان يسري في داخله بهدوء.عليه الآن أن يتذكر تفاصيل يومه ، ويستعيد ملامح الوجووه بدقه.قال له المحقق إنه صادق ، ولكن الجريمه ثابته طالما سيارته دهست المرأه وأودت بحياتها.وبدأ السائق يستعيد وعيه تدريجياً بينما المحقق يحفزه ، وهو يؤكد براءته واهتزت كأس الشاي في يده وهو ينهض صارخاً:تذكرت الآن تذكرت ولا يمكن أن أنسى ذلك الراكب الفضولي إطلاقاً ، لكن الأمور الآن اختلفت كثيراً. وروى حواراً طويلاً جرى مع أحد الركاب خلال الفتره الأخيره من تايوم.سأله الراكب عن أوقات راحته ، ومتى يوقف سيارته عن العمل ، وهل هناك سائق آخر يعمل على السياره في الوقت الليلي؟وأجابه بأنه يفضل إبقاء سيارته أمام بيته لكي لا يراها تعمل في الليل على أبواب الملاهي.وقال السائق للمحقق:وجدت هذا الشخص في الشارع المؤدي إلى بيتي يتجول ببطء ، وتذكرت أنه كان راكباً في سيارتي ، وأنه غير اتجاهه عدة مرات ، وعلى الأرجح أنه كان يطيل المسافة لكي يصل إلى معلومات محدده. فكر المحقق بسرعة.إنه سارق السياره حتماً ، استغل فترة توقفها في الليل بعدما عرف مواعيد سائقها ، وخطط لجريمة دهس الفتاة بسيارة عامه ؛ لأنه لا يملك سياره خاصه حتماً ، أو لأن السياره العامه لا تثير الشبهات حينما تتجول في الشوارع للبحث عن زبائن. بصعوبة شديدة استعاد السائق ملامح ذلك الرجل الذي حاوره كثيراً ، شرب كأساً ثانيةً من الشاي ، واطمأن كثيراً حينما شجعه المحقق بابتسامه هادئه.وبدأ يرسم وجه ذلك الرجل بكلام دقيق.إنه أبيض البشره ، فمه كبير ، وشعر رأسه الأسود يغطي بكثافه جانبي جبينه ، وفي الخامسة والأربعين من عمره ، ولأنه كان جالساً فهو لا يعرف إذا كانت قامته طويله أم قصيره ، لكنه متوسط القامة حتماً لأن السائق كان لا يضطر لرفع رأسه أو خفضه حينما يلتفت إليه ليرد على أسئلته ، وهذا معناه أنه يوازيه في قامته المتوسطة الطول. جلس المحقق وحيداً يتأمل التفاصيل الجديده وهي مدونة أمامه على ورقة صغيره.أمسك بالحقيبه النسائيه التي وجدها رجال الشرطة ملقاة قرب جثة الفتاة ، وبدأ يتأمل محتوياتها من جديد منذ ما يقارب الأسبوع وهو يستعيد هذه المحتويات ، إنها أشياء طبيعيه تتواجد في أكثر الحقائب النسائيه ، وفهرس الهاتف الصغير لم يكشف سابقاً أسماء كثيرة ، ومن خلاله استدعى خطيب الفتاة وأفراد عائلتها ، وعرف أنها تقيم في العاصمه لأنها مرتبطه بعمل وظيفي ، ولمس حزن الأهل والخطيب وهم يعتبرون الحادث قضاءاً وقدراً ، ويطالبون بأقصى العقوبات للسائق .. أما الآن فإن الجريمه صارت مؤكده ، والسائق صادق ومظلوم وبريء ، وكل ما يجب أن يفعله كرجل أمن أن يكشف الحقيقه بكل جهوده لينقذ هذا السائق المدان بالوثائق والقرائن وأقوال الشهود. في الدائره الواسعه تجولت أنظار المحقق فوق الوجوه وهو يبحث عن الشاب المتميز بوجهه الأبيض وفمه الواسع وشعره الكثيف الأسود ، ولكن المحقق شعر بخيبة الأمل وهو لا يجد هدفه.لم يغب عن الدائره موظف واحد ، وعليه أن يبحث خارج هذا المكان وإلا سيقع السائق ضحية جريمه اقتفها غيره.وفكر بهدوء وخرج بسرعه وكأنه تذكر شيئاً مهماً. حين فتح باب الشقه أمام المحقق ، واجهه وجه صديقة الفتاة مملوءاً بالإسغراب.قبل أيام استجوبها ، وتحدثت بإسهاب ، وأشارت بأن صديقتها لا ترتبط بعلاقات عاطفيه ، ولا تعرف أشخاصاً من خارج مجال عملها ، ولم يدخل هذه الشقه رجل غريب ؛ لأن مالكة الشقة تسكن في الطابق الأرضي وترى كل من يخرج ومن يدخل.كما أن الصديقه ترفض زيارات الآخرين وهي تشارك صديقتها في شقة واحده ، ووحده خطيبها أسعد يزورها في فترات قصيره بشكل متقطع. وجلس المحقق وهو يطلب من الصديقه الهدوء والبحث في الذاكرة عن رجل يحمل مواصفات محدده ، وشرح مواصفات الرجل الكامله ، فنهضت الصديقه كالملسوعه وهي تصرخ:هذا نزار ، زميلنا القديم نزار ، عاد إلى المدينة بعد غياب سنتين ، ولكنه لا يرتبط بعلاقه خاصه مع صديقتي ، بل يكاد لا يلتقي معها ، وحينما زارنا في مكان عملنا كان اللقاء فاتراً جداً. ووقف نزار أمام المحقق ، والمجموعه الأمنيه الشاهره أسلحتها في وجهه ، وهو يرتعش ، قال المحقق:لم تكمل جريمتك يا نزار ، كان عليك أن تجهز عليها وهي ملقاة في الشارع تحت عجلات السياره التي سرقتها ، فنجت صديقتك ، وأعطت اسمك وعنوانك وهي تعاني من آثار الحادث. وصرخ نزار بصوت كالرعد:لا ، دهستها تحت العجلات وشاهدت دماءها تنزف من كل أعضاء جسمها ، لا كيف بقيت حية هذه الملعونة الغادرة ، كيف؟ وقهقه المحقق وهو يجر نزار بيد صلبة.إنه يعترف بوضوح ، ولا ينتبه لذكاء المحقق ، والإعتراف سيد الأدله. بدأ نزار يروي حكايته مع سعاد بعدما أطلق دموع الندم وبينما أنظار المحقق ورجال الشرطة تتابعه.إنه يرسل إليها الأموال كل شهر وهو يتعب ويرهق جسده في غربة مريره ، ويوفر الأموال من أجل بناء بيتهما الزوجي.وحينما عاد من غربته بعد غياب سنتين ، واجهته بجرأة شديدة وهي تقول له:لا ، لن أتزوجك فترة غيابك غيرت مشاعري.وحينما سألها لماذا؟بقيت طيلة تلك المدة وأنتي مرتبطه بي ، وظل حسابك المصرفي يتلقى التحويلات الماليه. قالت له بتحد وجرأه:سأعيد إليك أموالك التي لا تفتح بيتاً ولا تبني أسره ، وتكاد لا تكفي لشراء ربع شقه .. سأعيدها إليك بعد زواجي القريب بشهر أو شهرين ، لقد صرفتها على ألبستي واحتياجاتي الضروريه. وصرخ نزار ، وهو يدور في قسم الشرطه كالأبله:كان يجب أن أتخلص منها ، فكيف سأراها زوجة لرجل آخر وأنا أحلم بها طيلة هذه المدة ، وبعد اتفاقنا السابق ونحن نعمل في دائرة واحدة ، وكانت هي سبب سفري وغربتي ، وأخذت أموالي وأكثر ما جمعته ، ويجب أن تنال جزاءها العادل. ولكني يا سيدي لم أكن أريد قتلها ، وحينما أكدت أثناء التحقيق بأني كنت أود قتلها ، كان حقدي ثائراً وكانت كرامتي مهدورة ، وأنا أعرف أنها ما زالت حية.وفي الحقيقه أني كنت أنوي أن أصدمها بالسياره لكي تتعرض لكسور في جسمها ، وأستطيع تأجيل زواجها الذي فاجأني بعد عودتي من الغربة ، وهنا أجد الوقت لأتقدم إلى أهلها ، وأطلب الزواج منها ، وأتحدى منافسي ، وأفوز بها طيلة العمر. وكان المحامي يؤكد بأن الوهم أوحى لموكله بأنه قتلها ، وهذه درجة عاليه من الحقد ، لكنه في الحقيقه كان يريد إلغاء الإحتفال القريب بزواجها ليكون هو الزوج القادم. ونال نزار تخفيفاً في الحكم ؛ لأنه لم يكن ينوي القتل.لكن سنوات السجن وراء القضبان كافيه لغرس الندم الشديد في أعماق روحه. *:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*:*: مع تحيات أخوكم (¨`•علـــ☼ـــــے الليبـــ☼ــــے•´¨) ،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،. aaaa_aaaa2956@nimbuzz.com aaaa_aaaa2956@yahoo.com ،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،.،. أطال الله عمرك ع طاعته